مسار
اللّؤلؤ

شاطئ البحر (السّيف)


شكّل شاطئ البحر جزءًا رئيسيًّا من الدّور الثّقافيّ والاستراتيجيّ لاقتصاد اللّؤلؤ، حيث كان نقطة الانطلاق لأساطيل سفن صيد اللّؤلؤ خلال موسم الغوص السّنويّ (الغوص الكبير) وخلال مواسم العودة لاحقًا بعد أربعة أشهر. وتُعدّ هاتان المناسبتان الأكثر أهميّة ضمن برامج صيد اللّؤلؤ، ليس لمجرّد كونهما كثيفتيّ المشاعر في لحظات الوداع والاستقبال للأحبّة (أو حتّى في المشاهد التّراجيديّة المحتملة لفقد أبٍ أو ابنٍ لم يعده البحر)، بل لارتباطهما كذلك باحتفالاتٍ واسعة شهدها هذا الشّاطئ.

إلى جانب ذلك، فقد كان للشّاطئ دورٌ جوهريٌّ في تشكيل علاقات عميقة ما بين مجتمع الجزيرة والعالم الأوسع، حيث كان موقع استقبال الزوّار القادمين والمغادرين خارج مواسم صيد اللّؤلؤ، وفيه كان التّجار العالميّون يفرغون بضائعهم القادمة من الهند أو من مناطق الخليج العربيّ الأخرى. كما كان نقطة الاستقبال الرّسميّة للزوّار والضّيوف الدّبلوماسيّين.

كذلك، فقد تولّى الشّاطئ دورًا أساسيًّا ثالثًا باعتباره خطّ الدّفاع الاستراتيجيّ للمنطقة، وذلك من خلال حماية مدينة المحرّق كونها ليست سهلة الوصول. وقد تميّزت منطقة السّاحل بضحالتها، الأمر الذي تسبّب لاحقًا بفقدان مساحة من الشّاطئ والشّعاب المرجانيّة وذلك نتيجة أعمال الرّدم المكثّفة. من جهة أخرى، فقد كان ميناء المحرّق منطقة مفتوحة ذات مياه عميقة، في أقصى الجزء الجنوبيّ من الجزيرة. لذا، من هناك كان يتمّ تحميل الرّكّاب والبضائع في مراكب تجديف، وذلك لنقلهم إلى ساحل بو ماهر الواقع جنوب جزيرة المحرّق.

Coming soon for mobile...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.