منذ قرون، كانت مصائد اللّؤلؤ الواقعة في المياه الشّماليّة لمملكة البحرين محطّ أنظار العالم، وذلك نظرًا لاشتهارها بجودة اللّؤلؤ الطّبيعيّ فيها، وكثافة محّار اللّؤلؤ، وكميّات اللّؤلؤ المكتشفة بقلبِ هذه المياه خلال مواسم الغوص. وقد أشارَ إلى ذلك الكاتب بليني الأكبر (٢٣/ ٢٤ – ٧٩ ميلاديّ) في كتابه (التّاريخ الطّبيعيّ) عن جزيرة البحرين (المعروفة سابقًا باسم تايلوس) قائلًا: (إنّها مشهورة جدًّا بتعدّد اللّؤلؤ فيها).
ونتيجةً لتنامي سمعة وشهرة مصائد اللّؤلؤ بمملكة البحرين، باعتبارها الأغنى في مياه الخليج العربيّ، كانت سفن الغوص تتوافد إليها خلال الموسم، قادمةً من قطر والكويت وجنوب السّاحل الفارسيّ، وذلك كي تنضمّ إلى أساطيل اللّؤلؤ المنطلقة من جزيرتيّ المحرّق وجزيرة البحرين الأمّ، سعيًا لنيل الكنوز البحريّة. وقد مكّن من ذلك اعتبارُ مياه الخليج العربيّ ملكًا مشتركًا بين جميع سكّان المناطق السّاحليّة.
الجدير بالذّكر أنّ مصائد اللّؤلؤ البحرينيّة التي تمّ ترشيحها ضمن التّراث الإنسانيّ العالميّ، هي: هير شتيّة، وهير بو عمامة، وهير بو لثامة. وتشغل جميعها مساحة تقارب ٣٥ ألف هكتارٍ، كما تُشكِّل هذه الهيرات بيئة بحريّة منوّعة، محتضنةً العديد من أنواع الكائنات البحريّة، مثل: الشّعب المرجانيّة، وشقائق البحر، ونحوم البحر، والأسماك. وقد تمّ اختيار هذه المصائد تحديدًا كونها تعكس مزايا وجودة مصائد اللّؤلؤ البحرينيّ، ونظرًا لشهرتها وسمعتها المرموقة كمغاصات لؤلؤ غنيّة على امتداد الخليج العربيّ، حيث كانت وجهة أساطيل الغوص واللّؤلؤ.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.