بيت مُراد ومجلس مُراد هما معماران متقابلان، يقعان على جانبيّ فضاءٍ عامٍّ مفتوح، ويفصل ما بينهما مسجد. يعود البيت والمجلس إلى عائلة مُراد، التي كانت أجيالها المتلاحقة من أهمّ تجّار اللّؤلؤ (الطّواويش)، وما زالوا كذلك حتّى يومنا هذا. تمّ تشييد بيت ومجلس مُراد باستخدام الأحجار البحريّة، التي لا تزال تحتفظ بقيمتها وأصالتها، مقدّمةً بذلك نموذجًا فريدًا لسكن عائلة ومجلس ضيوف الطّوّاشّ.
يقع بيت مُراد في إحدى الزّوايا المحصورة ما بين ممرّين ضيّقين بحيث لا يمكن الوصول إليه باستخدام مركبات النّقل، وقد كان ذات يوم لا يبعد عن شاطئ البحر سوى بمسافة ٥٠ مترًا. مُنِحَت أرض هذا العقار للعائلة من قِبَل حاكم البحرين آنذاك، المغفور له الشّيخ عيسى بن عليّ آل خليفة، وذلك في أواخر القرن التّاسع عشر. ويتّسم البيت بوجود فناءٍ داخليّ كلاسيكيّ يتوسّط المنزل، تحيط به غرف في الدّور الأرضيّ، حيث يشكّل الفناء مركز العقار ومساحته الدّاخليّة المفتوحة. كما تتواجد في الطّابق الثّاني شرفات على السّطح، وهي تمنح ساكني المنزل إطلالة على البحر. بالنّسبة للغرفة الرّئيسيّة في البيت، والتي كانت مخصّصة لكبير العائلة، فقد كانت تقع في الدّور الأرضيّ بالقرب من مدخل العقار، وتحتوي على الخزينة (التّجوريّ) الذي كانت تحفظ فيه العائلة مقتنياتها الثّمينة، بما في ذلك اللّآلئ.
وكما هو متعارف عليه في عمران الطّواويش، فقد كان مجلس مراد مستقلّاً عن المنزل الرّئيسيّ للعائلة، حيث كان يتمّ استقبال الضّيوف الرّجال فيه، وذلك لبيع اللّؤلؤ وعقد صفقات الشّراء، كما كان يبيت فيه الزوّار القادمون مساءً. يتّسم مجلس مراد بتفاصيله المعماريّة والزّخرفيّة البسيطة، مقارنةً بغرف استقبال الضّيوف الرّاقيّة لكبار تجّار اللّؤلؤ، وهو ما يجعله نموذجًا شاهدًا ومؤرّخًا لمكانة الطّوّاش في مجتمع اللّؤلؤ.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.