برزت قلعة بو ماهر لأوّل مرّة ضمن مستندٍ رسميّ على خريطة برتغاليّة تعود إلى العام ١٦٣٥م. في الواقع، تتألّف هذه القلعة من أربعة أبراج ذات جدران حماية منيعة وضخمة، وتقع على ساحل بو ماهر، لتؤدّي بذلك دورًا أساسيًّا في اقتصاد اللّؤلؤ. وقد شكّلت قلعة بو ماهر جبهة دفاعيّةً لحماية مدينة المحرّق، وكذلك الحوض المائيّ ما بين جزيرة المحرّق والجزيرة الأمّ الرّئيسيّة (البحرين). كذلك، شكّلت القلعة أهميّة بالغة لحماية أسطول اللّؤلؤ من القراصنة والمعتدين الآخرين في مياه الخليج العربيّ، خصوصًا خلال فترتيّ بداية ونهاية موسم الغوص الكبير. بالإضافة لذلك، فقد شملت القلعة بحمايتها مصدر المياه الرّئيسيّ لمدينة المحرّق حيث ينبوع المياه العذبة يقع في البحر.
تراجع دور قلعة ماهر بو الدّفاعيّ في العام ١٨٦٨م، وذلك بعدما قامت قوّات البحريّة الملكيّة البريطانيّة بدكّ القلعة وتدمير أجزاء كبيرة منها. ومنذ ذلك الحين، اكتسبت بقايا القلعة أهميّة مغايرة بالنّسبة لمجتمع اللّؤلؤ، خصوصًا فيما يتعلّق بإقامة احتفالات المغادرة والعودة لأساطيل الغوص، إذ كانت تتيح للجموع فرصة التمتّع بمراقبة مشهد انطلاق سفن الغوص (البوانيش) وعودتها إلى الميناء، باعتبارها النّقطة الأعلى في أقصى جنوب الجزيرة.
ونظرًا إلى احتضان قلعة بو ماهر ومحيطها المباشر للعديد من المناسبات التّاريخيّة، فإنّها تُجسّد ارتباطًا وثيقًا من تراث البحرين الوطنيّ. اليوم، لم يتبقّ من هذه القلعة سوى البرج الجنوبيّ وبقايا الجدار الدّفاعيّ المتّصل به. فيما يمكن ملاحظة بقايا الأبراج ورؤيتها في المساحات التي تمّ تنقيبها، إذ يبدو كلٌّ من البرج الشّماليّ الغربيّ والبرج الجنوبيّ الشّرقيّ، بالإضافة إلى أساسات الحائط الشّماليّ.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.