مسار
اللّؤلؤ

بيت بدر غلوم وبيت ترابي


كان بدر غلوم سليمان حلّاقًا ومعالجًا بالطّبّ الشّعبيّ، بدأ مزاولة عمله في المحرق سنة ١٩١٢م. وفي غياب الخدمات الطّبيّة في المحرّق آنذاك، أصبح بيت بدر غلوم شيئا فشيئًا يتّخذ دور مصحّة أو مستوصف صغير. ويعكس البيت اليوم أقدم البُنى التّحتيّة التي أُنشِئت في مدينة المحرّق لأغراض طبّيّة.

ومن ضمن أفراد مجتمع اللّؤلؤ، كان المراجعون المرضى يرتادون بيت بدر غلوم للعلاج، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، كما كان غوّاصو اللّؤلؤ من الفئات الأكثر ارتيادًا لهذه لعيادة الصّغيرة ساعين لتخفيف الألم والمعاناة التي كانوا يقاسونها جرّاء الأمراض النّاجمة عن الغطس والغوص المطوّل تحت الماء، مثل أمراض الرّئة، والعين والجلد. لذا فقد كانت العيادة تُعدّ أحد الأماكن النّادرة التي ترحّب بالجميع وتقدّم خدماتها لكلّ المرضى بكلّ إخلاصٍ وتفانٍ في العمل.

يجسّد بيت بدر غلوم والذي لا زال مملوكًا لذات العائلة توضيحًا تاريخيًّا لسيرة المكان، وذلك من خلال توسّع دور هذه العائلة في مجالها، وانعكاس ذلك على التّركيبة العمرانيّة والإنشائيّة لهذا البيت بدءًا من مراحل البناء الأولى وحتّى التّطويرات الأخيرة التي لحقت بالعقار. إذ لا زال البيت يحتضن غرفة العلاج المشيّدة باستخدام الأحجار البحريّة، وقد كانت تجسّد الصّيدليّة التي يتمّ الاحتفاظ فيها بالموادّ العشبيّة والمعدنيّة والسّوائل العلاجيّة التي تُستَخدَم في تحضير الأدوية والموادّ الطّبيّة.

اليوم، وفي طريق اللّؤلؤ، تمّ التّمكّن من الاعتناء والحفاظ على تركيبة بيت بدر غلوم الأصليّة، حيث توجد حديقة مزهرة في الفناء الدّاخليّ للمنزل، لا تزال بحالتها الطّبيعيّة في سياق نسيجٍ قديمٍ، وسط أزقّة ضيّقة ومتعرّجة، تحدّدها من الخارج بيوت سكنيّة محيطة ذات طابقٍ أو اثنين. أمّا البيت فيتكوّن من ٣ غرفٍ في النّاحية الغربيّة، ورواق مفتوح (ليوان) جميعها تحيط بالفناء الدّاخليّ، بالإضافة إلى غرفة العلاج، إذ تشكّل جميعها الوضع العمرانيّ الأصليّ لهذا العقار.

بدر غلوم: (٩٧٢، طريق ١٦١٥، مجمع ٢١٦)/ ترابي: (١٢٦٢، ممر ١٦٢٢، مجمع ٢١٦)

Coming soon for mobile...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.