تمّ تشييد بيت الغوص في الغالب من قِبَل قبطان سفينة (نوخذة) أو أحد نوّابه، وربّما صانع سفن ماهر، وذلك خلال العقد الأوّل من القرن العشرين. ويُشاع أنّ هذا البيت كان يسكنه ويستخدمه الغوّاصون العاملون لدى ذلك النّوخذة أو الصّانع.
كان بيت الغوص موجودًا بالقرب من ساحل البحر، وكان مطلًا على القناة التي يستخدمها البحّارة للوصول إلى قلعة بو ماهر (في منطقة حالة بو ماهر) أثناء فترة الجزر، حيث تقع القلعة والميناء الخارجيّ. ويمثّل هذا البيت معمارًا بسيطًا ذا طابقٍ واحد، يحتوي على ثلاث غُرف ورواق مفتوح (ليوان)، جميعها منسّقة كي تحيط بالفناء الدّاخليّ أو الباحة المركزيّة للبيت.
ضمن النّسيج الحضريّ المعاصر، يمثّل بيت الغوص استعادةً لذاكرةٍ ملهمة، بدءًا من موقعه قبالة السّاحل، إلى حيث يمرّ الزوّار والقادمون رسميًّا للجزيرة في طريقهم من ساحل البحر إلى سوق المحرّق، أو باتّجاه قصر الحاكم خلال فترة ازدهار اللّؤلؤ. كذلك فإنّ أهالي مدينة المحرّق القديمة لا زالوا يتذكّرون أنّ العديد من البضائع والموارد كان يتمّ تخزينها أحيانًا في الجزء الأماميّ من بيت الغوص، حتّى يتراجع مستوى المياه وينحسر الموج بصورة كافية للتّمكّن من الوصول إلى حالة بو ماهر.
وعلى الرّغم من أنّ معظم الغوّاصين ومساعديهم الأقلّ أجرًا (السّيوب) يعيشون في أكواخ مصنوعة من موادّ النّخيل (معروفة محليًّا باسم البرستيّ)، إلّا أنّ بيت الغوص لا زال يمثّل نموذجًا لسكن هؤلاء الغوّاصين، الذين تتشكّل بيوتهم أيضًا بالطّريقة ذاتها، حيث أنّها ذات طابقٍ أرضيّ واحد، مع بعض الغرف على جانبيّ العقار، تتشارك الفناء الدّاخليّ المغلق نفسه. الجدير بالذّكر أنّ هذا البيت يُعدّ نموذجًا لبيوت العوائل ذات الدّخل القليل إلى المتوسّط، وكانت تُشيّد عادةً باستخدام الأحجار البحريّة المحلّيّة.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بتجربة تصفح مثالية. من خلال الاستمرار في زيارة هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط هذه.