كانت عائلة الجلاهمة تشغلُ العديد من المِهَن والحِرَف الرّئيسيّة المتعلّقة باقتصاد اللّؤلؤ، تتراوح ما بين الغوّاص ومساعِد الغوّاص على متن السفينة (السّيب)، إلى تاجر اللّؤلؤ (التّاجر) وتاجر اللّؤلؤ الكبير (الطّوّاش). وقد شُيِّد بيت عائلة الجلاهمة في أقصى الطّرف الشّماليّ للمحرّق عند مدخل جزيرة الحالة، وذلك قبل أعمال الرّدم والتّغيير التي طالت الجزيرة. يمثّل بيت الجلاهمة نموذجًا واقعيًّا للبيوت السّكنيّة الكبيرة المركّبّة التي تشكّل النّسوة فيها أغلبيّة سكّان البيت، وذلك نتيجة الزّواج المتعدّد أو المتكرّر. وقد أتاح كونهنّ يمثّلن الأغلبية من سكّان البيت فرصةً فريدةً لاستكشاف الوضع المميّز للنّساء ضمن المجتمع المعتمد على تجارة اللّؤلؤ.
تتضّح القيمة الاستثنائيّة لهذا البيت عبر تركيبته وخرائطه التي كانت تحفظ خصوصيّة نساء العائلة حسب المعتقدات الإسلاميّة، والتي انعكست أيضًا في عمارته وتصميمه الفريد. إذ تمّ تحقيق تلك الخصوصيّة من خلال التّصميم والتّنسيق المعقّد للأروقة والسّلالم والشّرفات والأفنيّة. ومن المثير للاهتمام أيضًا، وجود مساحات أخرى للفصل ما بين الرّجال والنّساء في بيت الجلاهمة، والتي تتّسم بالمرونة، فعلى سبيل المثال، منطقة استقبال الرّجال ومجلسهم يتمّ استخدامها من قِبَل النّساء بمجرّد مغادرة الرّجال الزوّار للبيت، بعكس بقيّة بيوت العوائل الكبيرة ضمن المباني المدرجة ضمن مسار اللّؤلؤ، حيث غرفة استقبال الضّيوف الرّجال (المجلس) يتمّ إنشاؤها بمعزلٍ تامٍّ عن البيت، أو يتمّ تخصيص مدخلٍ مختلفٍ لها عن المدخل الرّئيسيّ للعقار. كذلك ما يميّز بيت الجلاهمة هو غرفة الاستقبال الرّئيسيّة (الحفيز)، والتي عادةً ما تكون في مركز بيت العائلة، إذ تقع في الطّابق الأوّل بموقع جيّد التّهوية، ويُعتَبر (الحفيز) المكان المفضّل لدى النّساء خلال شهور الصّيف، حيث تشهد هذه الفترة التي تتزامن مع مواسم الغوص واللّؤلؤ تحوّل مدينة المحرّق إلى مدينةٍ للنّساء.
بيت الجلاهمة، 2016، كميل زكريا
بيت الجلاهمة، 2016، كميل زكريا
بيت الجلاهمة، 2016، كميل زكريا
بيت الجلاهمة، 2016، كميل زكريا
(١٣٢١، ١٣١٩، طريق ١٦٢٤، مجمع ٢١٦)/ (١٢٥١، ١٢٥٠، ممر ١٦٢٢، مجمع ٢١٦)